قال تعالى في سورة المطففين: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ . عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ . تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ . يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ . خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ . وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ . عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين:22-28].
واليوم نتوقف مع قوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ . خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين:25-26].
{ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ }: أي يسقون من خمر من الجنة والرحيق من أسماء الخمر، قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وابن زيد.
أما عن قوله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ } ،فمن جميل ما قيل في معناها:
قال مجاهد : يختم به آخر جرعة. وكان ابن مسعود يقول: يجدون عاقبتها طعم المسك، ونحوه عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي قالا: ختامه آخر طعمه. وهو حسن، لأن سبيل الأشربة أن يكون الكدر في آخرها، فوصف شراب أهل الجنة بأن رائحة آخره رائحة المسك.
ومن المعلوم أن رائحة من يشرب خمر الدنيا تكون غاية في الكراهة، على عكس خمر الجنة التي طيبها الله لهم، فوجدوا فيها في آخر شيء منها ريح المسك.
وقال بعضهم: معنى ذلك: ممزوج مخلوط ، مزاجه وخلطه مسك. أي أنها خمر مخلوطة بمسك.
وقيل : مختوم أي ختمت ومنعت عن أن يمسها ماس إلى أن يفك ختامها الأبرار.
وذلك معنى يحتاج لإيضاح، فإنك إن فتحت زجاجة من عصير مثلا ثم تركتها ليوم لوجدت تغيُر في طعمها، أما عن خمر الجنة، فهي خمر صافية طيبة ختمت ومنعت من أن تمسها يد إلى أن يفك ختمها الأبرار. وهي لم تختم بطين مثلا أو شمع أو غير ذلك، ولكن ختمت بمسك.
وعلى كل الأقوال ما أطيب الجنة ونعيمها، نسأل الله العفو الكريم أن يرزقنا وإياكم الفردوس الأعلى منها.
هل اشتقت إلى السقيا من الرحيق المختوم وإلى طعام الجنة؟
فهلم إلى النفقة في سبيل الله يا من ترغب في الجنة ونعيمها.
جمع وترتيب: محمد نصر
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام